رياضة

3 قصص عن توني كروس الذي لا يعرفه أحد

قصص غير معروفة بشكل كبير عن توني كروس، يبدو من خلالها رجلًا آخر غير توني ذي الملامح الثابتة والانتقادات اللاذعة.

future اللاعب الألماني المعتزل حديثًا توني كروس

ثمة كلمات في اللغة الألمانية لا يمكن ترجمتها حرفيًا إلى بقية اللغات، مثل كلمة kopfkino، التي تمزج بين كلمتين واضحتين؛ Kopf وتعني الرأس، وKino التي تعني قاعة السينما. الترجمة الحرفية لتلك الكلمة هو أن تنفصل عن العالم وتتخيل نفسك في مشهد سينمائي لم يحدث إلا داخل رأسك.

ربما التعبير الأقرب في العربية لتلك الحالة هو تعبير أحلام اليقظة. تليق هذه الحالة بكرة القدم بشكل كبير، فمن منا لم يغرق في أحلام اليقظة متخيلًا فريقه فائزًا بألقاب مستحيلة، ولاعبه المفضل محرزًا هدفًا في اللحظة الأخيرة، ويدعمنا في ذلك أن كرة القدم نفسها تخرج دومًا عن المألوف.

لكن ماذا عن اللاعبين، هل يعيشون أحلام اليقظة أيضًا؟ في الحقيقة لا نملك إجابة قاطعة، لكننا نملك في المقابل رجلًا لا يعترف أبدًا بالـكوبفكينو هذا رغم كونه ألمانيًّا، فهو يفضل دومًا الاشتباك مع الواقع بكل قوة وفي كل مرة، تارة ينتقد أسعار اللاعبين واحتفالاتهم المصطنعة، وتارة أخرى ينتقد رحيل اللاعبين نحو السعودية وأمريكا دون أن يبرر لأحد موقفًا.

أفقده هذا بعض الأحيان شيئًا من بهائه عند الجماهير، لكنه في اللحظة التي قرر فيها تعليق حذائه، أيقن الجميع أنهم على وشك وداع رجل من أفضل لاعبي كرة القدم في هذا العصر.

لهذا يبدو أن تلك هي اللحظة المناسبة للحديث عن توني كروس، الذي لا يعرفه أحد، عن كل القصص التي ظهر فيها توني كروس كأنه جانٍ، لكنه في الحقيقة كان مصممًا أن يكون نفسه فقط. نمتلك هنا ثلاث قصص غير معروفة بشكل كبير عن توني كروس، يبدو من خلالها رجلًا آخر غير توني ذي الملامح الثابتة والانتقادات اللاذعة.

أنت لست من الفئة الأولى 

دومًا ما يُتهم كروس أنه قرر الرحيل عن نادي طفولته بايرن ميونخ من أجل المزيد من المال هناك في مدريد، بل إن تلك القصة هي حجر الأساس الذي بُنيت عليه سمعة توني الرجل عديم المشاعر، رغم أن الواقع لم يكن كذلك أبدًا.

في العام 2007 أصبح كروس أصغر لاعب يظهر لأول مرة مع بايرن ميونخ، وكان عمره 17 عامًا فقط، على الفور صنع توني هدفين لميروسلاف كلوزه، وفي العام نفسه فاز بجائزة أفضل لاعب في بطولة كأس العالم تحت 17 في كوريا الجنوبية؛ لذا كان من الواضح منذ اللحظة الأولى أن كروس لديه ما يؤهله لأن يكون من عظماء اللعبة، لكن السيد رومينيجه لم يلحظ ذلك.

قضى كروس سبع سنوات في ألمانيا محققًا ألقابًا محلية معتادة وذات الأذنين مرة وحيدة، وفي سبتمبر 2013 أراد بايرن تمديد عقده، لكن توني رفض العرض، ليس لأنه جاحد، بل لأنه أدرك تمامًا أن تقييم الأندية الضخمة للاعبيها لن يكون عادلًا أبدًا.

منح البايرن ماريو جوتزه الذي انتُدب في العام نفسه من بروسيا دورتموند عشرة ملايين يورو راتبًا سنويًا كونه أهم صفقة للفريق خلال الموسم، بينما كان العرض الذي قُدم لتوني كروس ستة ملايين فقط.

ورغم أن توني حصل على وعود متتالية قبل ذلك بعدالة التقييم وتأكيدات من إدارة النادي بأنه لاعب متميز، لكنه أدرك أن إدارة البايرن لا تنظر له مثلما تنظر للصفقات الجديدة، وأنه لن يحصل على التقدير الذي وعِد به أبدًا.

ترك ذلك جرحًا كبيرًا في نفس كروس، وقرر أن يقامر بنفسه في مواجهة البايرن نفسه. طلب كروس من خلال وكيله عشرة ملايين يورو للتجديد، وأراد بيب جوارديولا الاحتفاظ به، فأخبر رومينيجه بضرورة بقاء كروس، وفي نوفمبر قرر رومينيجه أن يزيد من عرضه للشاب الصغير، فقدم 6.5 مليون يورو، وهنا عرف توني أنه لن يرتدي قميص البايرن مرة ثانية أبدًا.

أشاع وكيل كروس بين أندية أوروبا أن كروس معروض للبيع، وكان مانشستر يونايتد أقرب الأندية له قبل أن ينتهي به الأمر في ريال مدريد مقابل 25 مليون يورو فقط!

بيع توني كروس إلى ريال مدريد بهذا المبلغ الضئيل هو أكبر خطأ في تاريخ بايرن ميونخ.

لوثر ماتيوس

هل لدى توني كروس أطفال؟

انتقد توني فكرة احتفالات اللاعبين المُعد لها مسبقًا، وذكر بالتحديد احتفال أوباميانج الذي ارتدى فيه قناعًا لبطل خارق رفقة نادي أرسنال. رد أوباميانج على الفور بأنه يحتفل بتلك الطريقة من أجل رسم بسمة على وجوه الأطفال، مشككًا أن كروس لديه أطفال ليفهم ذلك.

للوهلة الأولى ومن خلال ملامح وجه كروس قد تقتنع بحديث أوباميانج، هذا الألماني البارد مؤكَّدًا يكره الأطفال، ولا عجب في أنه لا يتفهم احتفالات جميلة كتلك، لكن في الحقيقة علاقة كروس بالأطفال أعمق من قناع أوباميانج.

أسس توني كروس مؤسسة خيرية في يونيو 2015 بهدف مساعدة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، تقدم المؤسسة مساعدة سريعة وغير بيروقراطية حتى يتمكَّن الأطفال المرضى من الحصول على المساعدات والعلاجات التي هم في أمس الحاجة إليها بسرعة، خاصة إذا كانت شركات التمريض أو التأمين الصحي لا تقدم الدعم المالي الكافي، كذلك تمنح المؤسسة لحظات من السعادة لعائلات الأطفال المصابة من خلال الهدايا الصغيرة أو المناسبات الخاصة.

بدأت القصة قبل بضعة شهور من تأسيس المنظمة، حيث كان كروس في زيارة مستشفى للأطفال رفقة ريال مدريد. وبينما كان كروس في جناح الأورام جلس أمامه صبي مريض في منتصف العلاج الكيميائي، وكان في عمر ابنه الأول ليون. في تلك اللحظة كان من الواضح لكروس أنه لن يكتفي بالتبرع للأطفال، بل لا بد من وجود مؤسسة تعتني بالأطفال المصابين بأمراض خطيرة، وتعتني أيضًا بعائلاتهم.

التعامل مع كرة القدم الحديثة

يفرض الشكل الحديث لكرة القدم على اللاعبين عددًا من الأمور التي يستحيل معها التغريد خارج السرب، لكن كروس يحاول في اشتباكاته تلك أن يكون نفسه فقط، بعيدًا عن النمط الذي تفرضه كرة القدم كصناعة على جميع عناصر اللعبة.

واحدة من تلك الأمور التي من الصعب أن يتجاوزها لاعب كرة القدم هي الشراكة مع الشركات الرياضية، إنها واحدة من العلامات التي تميّز لاعبي الفئة الأولى عن غيرهم. ولأن كروس عاش حياته يثبت للجميع أنه من هذا الطراز كان من الصعب أن يتجاهل شراكة أديداس، وفي الوقت نفسه كان الأمر سيكون مستغربًا أن يتحول كروس إلى فاترينه تُعرض من خلالها أحذية الشركة الألمانية، كان عند كروس الحل المثالي لكل ذلك، وذلك من خلال ولائه الذي لا يتزعزع لحذاء Adidas Adipure 11pro.

بدأت القصة قبل 11 عامًا، عندما أُصدرت النسخة الأولى من الحذاء واقتنع به كروس تمامًا. أُوقف إصدار الحذاء بعد عام واحد، لكن كروس رفض فكرة ارتداء حذاء جديد، والعجيب أن شركة أديداس قررت تزويد كروس بنسخ جديدة من الحذاء سنويًا.

يقول بن وارن، المتخصص في توفير الأحذية للاعبي كرة القدم المحترفين: «إن هذا أمر جنوني تمامًا، وإن أحد الأسباب أنه ألماني مثلما أديداس هي شركة ألمانية، هذا لأنه اللاعب الوحيد الذي تمكن من القيام بذلك على الإطلاق، فالعلامات التجارية صارمة للغاية فيما يتعلق بارتداء أحدث الموديلات».

تلتزم أديداس الصمت بشأن علاقتها مع كروس، الأمر الذي أثار اهتمام مهووسي أحذية كرة القدم لسنوات بسبب كيفية كسرها للأعراف، لكنهم على الأغلب يعتقدون أن السيد كروس يمتلك من الصرامة ما أقنع أديداس بعدم رفض تزويده بالحذاء نفسه، وهم على الأغلب لا يعرفون أن كروس ليس صارمًا في شيء إلا نظافة حذائه، فهو يقوم بتنظيفه يوميًا منذ أن لعب كرة القدم!

# توني كروس # ريال مدريد # بايرن ميونيخ # منتخب ألمانيا

الصحافة الرياضية: عصا الأندية السحرية لتحقيق أحلامها
حقوق التسمية: كيف تجني الأندية المال من تغيير اسم ملعبها؟
لماذا تُباع قمصان بيلينجهام أكثر من فينيسيوس؟

رياضة